دراسة علمية تكشف العلاقة الوثيقة بين التهابات المعدة والأمعاء وفقر الدم لدى الأطفال
كشفت دراسة أجراها أطباء في مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي عن ارتباط واضح بين التهابات المعدة والأمعاء (Gastroenteritis) وفقر الدم (Anemia) لدى الأطفال، خاصة في الفئة العمرية دون السنتين، وهي مرحلة تعتبر حساسة لنمو الطفل وصحته العامة.
وشملت الدراسة 344 طفلاً، من بينهم 199 طفلاً مصاباً بالتهابات المعدة والأمعاء، حيث تمت مقارنتهم بـ 145 طفلاً آخرين أدخلوا إلى المستشفى لأسباب مختلفة وشكّلوا المجموعة الضابطة (Control group). وقد أُجريت لجميع الأطفال فحوصات شاملة لتحديد المسببات المرضية.
وأظهرت النتائج أن ما يقارب نصف الحالات (48.2%) لم يُعرف فيها المسبب الدقيق للمرض، مما يشير إلى محدودية الطرق التقليدية في الكشف عن الممرضات. أما الحالات التي تم تحديد مسبباتها، فقد تبين أن طفيلي الأميبا (Entamoeba histolytica) كان الأكثر انتشاراً بنسبة 34.2%، تلته الفيروسات العجلية (Rotavirus) بنسبة 12.6%، والفيروسات الغدية (Adenovirus) بنسبة 5%.
كما كشفت نتائج الدراسة أن نحو 29.4% من الأطفال المصابين بالتهابات المعدة والأمعاء كانوا يعانون من فقر دم عند دخولهم المستشفى، وهي نسبة مرتفعة وذات دلالة إحصائية. وبعد تلقي العلاج بالسوائل، ارتفعت النسبة إلى 36.1%. ويُرجح الباحثون أن الجفاف الناتج عن الإسهال والقيء قد يخفي وجود فقر الدم في البداية بسبب زيادة تركيز الدم، مما يستدعي إعادة الفحص بعد العلاج.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج تؤكد الحاجة إلى تطوير وسائل التشخيص، خاصة أن نسبة كبيرة من الحالات لم يُحدد مسببها. وأوصت الدراسة باستخدام تقنيات حديثة مثل فحوصات الـPCR للكشف عن مسببات المرض بدقة أعلى، بالإضافة إلى إجراء فحوصات الزرع عند الحاجة.
وتأتي هذه الدراسة ضمن جهود مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي لتعزيز البحث العلمي في مجال صحة الأطفال، وتطوير التشخيص والعلاج المبكر للأمراض الشائعة التي تؤثر على المجتمع المحلي.