دراسة تؤكد أهمية الإرشاد النفسي في تعزيز الصلابة النفسية لدى ممرضي قسم الطوارئ
أظهرت دراسة حديثة أُجريت في مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي أن الصلابة النفسية تُعدّ من السمات المتوفرة لدى ممرضي وممرضات قسم الطوارئ في المستشفى، الا انها تحتاج إلى دعم وتعزيز مستمر، فيما بينت النتائج أن اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) نادرة بينهم، مما يعكس مستوىً جيدًا من التكيّف النفسي في بيئة العمل الطارئة.
الدراسة، التي شملت 47 ممرضًا وممرضة من قسم الطوارئ، هدفت إلى قياس مستوى الصلابة النفسية واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) لدى الكادر التمريضي، ومعرفة أثر ورش الإرشاد النفسي في تطوير مهارات التحمّل والتعامل مع الضغوط اليومية في بيئة الطوارئ.
اعتمد فريق البحث على أدوات علمية دقيقة لجمع وتحليل البيانات، وأظهرت النتائج أن معظم أفراد العينة يتمتعون بمستوى متوسط من الصلابة النفسية، إذ جاءت الإجابات على مقياس الصلابة في مستوى “تنطبق أحيانًا”، ما يشير إلى وجود مرونة وقدرة على التحمل، لكنها غير ثابتة في جميع المواقف. كما تبيّن أن معدّل الصلابة النفسية ارتفع بعد المشاركة في ورشة الإرشاد النفسي من (2.09) إلى (2.23)، وهو ارتفاع ذو دلالة إحصائية واضحة، مما يؤكد فعالية هذه الورش في تحسين الصلابة النفسية للعاملين.
أما بالنسبة لمقياس اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، فقد أظهرت النتائج أن أفراد العينة نادرًا ما يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مما يعكس قدرتهم على التكيّف مع ضغوط العمل اليومية في بيئة مليئة بالتحديات.
ولم تُظهر الدراسة فروقًا ذات دلالة إحصائية في مستوى الصلابة النفسية بين الممرضين تبعًا لسنوات الخبرة، مما يشير إلى أن الورش الارشادية لها تأثير إيجابي عام بغض النظر عن مدة العمل في القسم.
وأوصت الدراسة بضرورة تنظيم ورشات دعم وإرشاد نفسي بشكل دوري لجميع العاملين في القطاع الصحي، ولا سيّما في أقسام الطوارئ، لتعزيز مهارات التحمل والمرونة، إضافةً إلى دمج برامج الرعاية النفسية ضمن بيئة العمل اليومية لضمان استدامة الصحة النفسية للعاملين. وأكد فريق البحث أن نتائج هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز بيئة عمل صحية وداعمة في المستشفى.
وتأتي هذه الدراسة ضمن جهود مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي لتعزيز البحث العلمي في مجالات الصحة النفسية والرفاه المهني، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى والمجتمع.